تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
انتشار البدع والخرافات المتعلقة بعبادة الأموات وتعظيم قبورهم
...............................................................................
وقد كثرت هذه المزارات، وسموها مشاهد. المشهد عندهم: قبر الولي، أو قبر السيد، ويسمون أنفسهم مشاهِدَة، فيقال: هذا مَشْهَدِيٌّ! مثل هؤلاء الرافضة العراقيون يفتخرون بأن عندهم هذان المشهدان: مشهد: الحسين اسم> وهو في كربلاء اسم> ومشهد النجف اسم> الذي فيه قبر علي اسم> يُفْعَلُ عند هذين المشهدين أعمالٌ شنيعة، يُدْعَوْنَ من دون الله، ويُصْرَفُ لهم خالص حق الله.
وذكر لنا بعض المشائخ: أن الرافضة العراقيين -قبل نحو ثمانين سنة أو تسعين سنة أو أقل- ذهبوا إلى الهند اسم> و الباكستان اسم> وتلك الجهات، وقالوا: أنتم تحبون الأولياء.. وسَيِّدُ الأولياء: عَلِيٌّ اسم> وسيد الأولياء بعده: ابنه الحسين اسم> وهم موجودون عندنا، ونحن نُشَجِّعُكم على أن تصرفوا الحج إليهم!! بدل ما تحجون إلى مكة اسم> اجعلوا حجكم إلى العراق اسم> ؛ فإنه فيه السيد الذي يعطي، والذي يغفر، والذي يفعل!! ودَعَوْهُم إلى أن يتحولوا عن معتقد أهل السنة إلى معتقد الرافضة، وأعطوهم -دفعوا لهم أموالا- يساعدونهم على أن يكون سفرهم وحَجُّهُم إلى تلك البقع!! فاستجاب لهم ملايين!! تحولوا من مذهب السنة إلى مذهب الرَّفْضِ. ما كان مذهب الرافضة موجودا في الهند اسم> ولا في الباكستان اسم> ولا في تلك الدول؛ إلا من تلك الأزمنة القريبة. ثم يعطون أحدهم من المال ما يتقوى به، ويعطونه سُبْحَةً فيها علامة الدعاية لهم؛ فيتوافدون إلى تلك البلاد.
فيذكر لنا الشيخ عبد الرحمن الدوسري اسم> -رحمه الله- أنه أخذ يجادلهم؛ لماذا تحولتم؟ فيقولون: نتوجه إلى السيد الحسين اسم> والسيد علي اسم> وندعوهم. ثم تمكن هذا الشرك منهم.
كذلك ذكر لنا بعض الإخوة أنه يوجد في تلك البلاد أكثر من ثلاثمائة ألف مزار في الهند اسم> وفي الباكستان اسم> وفي نحو ذلك، ثلاثمائة ألف!! أو نحوها. مزار -يعني- قبور يغلون فيها، ويدعون أن أهلها من الأولياء، وأنهم من السادة. عبادتهم لها ما يسمونها عبادة؛ ولكنها في الحقيقة.. عبادة لها من دون الله.
ظنوا أن هؤلاء الأموات: أنهم من خواص الخلق، وأَنَّ الله -تعالى- جعل لهم أسرارا، وأنه يجوز أن يلتجئ إليهم الإنسان، ويرجوهم، ويستغيث بهم، ويجعلهم وسائط بينه وبين الله تعالى!. وهذه أكثر شبهة عندهم، يقولون: نجعلهم واسطة بيننا وبين الله! فمنهم من يقول: إنهم ينفعون، وإنهم يتصرفون، ويعطون ويمنعون. ومنهم مَنْ يقول: إنهم وسائط، نحن ندعوهم، وهم يَدْعُون الله، نحن نسألهم، وهم يتوسطون لنا عند الله تعالى.
مسألة>